حين انحنى القمر ليشهد عشقنا
على شاطئٍ نائمٍ تحت هدوء السماء، كنا نحن هناك. لا ضجيج، لا أحد، فقط الموج يهمس، والرمال تدفئ أقدامنا، والقمر... لم يكن ككل ليلة.
كنا نحب أن نهرب من ضوضاء المدينة إلى هذا المكان السري. نترك خلفنا العالم بمن فيه، ونسرق لحظة، فقط لنا. في تلك الليلة، كانت عيناها تلمعان أكثر من النجوم، ويدها ترتجف قليلاً وهي تُمسك بي. ابتسمتُ، ومسحتُ على شعرها برفق. قلت لها:
"هل تعلمين؟ هذا القمر الليلة يبدو مختلفاً..."
رفعت عينيها للأعلى، فتجمدت.
كان القمر، بوضوح لا يُصدق، قد أخذ شكل قلبٍ، يطفو في السماء كأنه قطعة من حلم، وكأنه قد انحنى بالفعل، ليقترب، ليشهد.
قالت بخفوت:
"كأنه يعرف... كأنه يشعر بنا..."
ضممتها أكثر، وقلت:
"ربما هو علامة، أنه آن الأوان..."
أخرجت الخاتم من جيبي، لم يكن الأمر مفاجئاً لها، لكنها بكت. لم تقل نعم، ولم أحتجها أن تقول. فقط عناقها في تلك اللحظة، كان يكفي.
ظللنا على الشاطئ، نتبادل الكلمات، والقبل، والضحكات. كان العالم قد توقف، الزمن تعثر، والمكان صار مسرحاً لقصة حبٍ لا تريد أن تُنسى.
وفي كل سنة، نعود إلى ذلك الشاطئ، نحتفل بتاريخ انحناء القمر. نروي الحكاية لأطفالنا، ونشير للسماء إن بدا القمر مائلًا، ونقول:
"هنا شهد القمر، على حبٍ لم يُشبهه شيء."