MrJazsohanisharma

قُبلة على حافة القمر


قُبلة على حافة القمر


ما كان في شي مميز بهاك اليوم.

كانت ليلة عادية من نيسان، فيها نسمة برد، وكاسة شاي باردة، وموسيقى طالعة من تليفونه بصوت واطي.


بس هي... كانت غير.


"ليلى"... بنت ما بتتشبه بشي، ولا حتى بحالها. فيها حزن ناعم، وهيك طيبة بتخليك تتذكر شو يعني تكون إنسان.


هو كان "سليم"، شب بسيط، ما بيعرف يعبر، ولا يكتب، بس كان لما يطلع فيها يحكي ألف كلمة بدون ما يحكي شي.


الحياة ما ساعدتهم يكونوا لبعض، لا أهل، ولا وقت، ولا حتى ظروف.

بس كانوا يحبوا بعض، حب صادق، بدون حلفان، بدون شروط، بس حب.


تخيّل؟ كل اللي صار بينهم، صار على سطوح عمارة متهالكة، بزاوية صغيرة، جنب خزان مي، وتحت سما زرقا واسعة.


ليلة من الليالي، طلعوا عالسطح متل العادة، بس كان في شي مختلف.

كان القمر قريب... قريب لدرجة حسّوا إنهم لو مدّوا إيدهم بيلامسوه.


قالت له، وهي حاطة راسها على كتفه:

ــ "بتعرف شو بتمنى؟

أني آخدك وأهرب عالقمر. نعيش هناك، ما حدا يسألنا، ما حدا يحكم علينا. ننسى الكل."


ضحك سليم، وقالها بنبرة نصها مزاح ونصها وجع:

ــ "بس ما منقدر نعيش بلا هوا وبلا جاذبية، ومن دون وجع شوي ما منقدر نحس بالحب..."


هي سكتت، بس عيونها ما كذّبت... كان بدها تهرب فعلاً، من كل شي.


فجأة... كأن الكون تعب، وقرر يعطيهم لحظة وحدة بس.

كل شي حواليهم اختفى. صاروا قاعدين على قمر مضيء، محاطين بغيوم ناعمة، فوقهم هلال، وتحتهم ضوء بيتراقص على بحر ناسي نفسه.


ما حكوا كتير.

ما كان في داعي.


هو مسك إيدها، وهي غمضت عيونها، وحطّت قبلة صغيرة على خده.

قبلة مو فيها شغف، بس فيها طمأنينة، فيها "أنا هون"، فيها "سامحتك"، فيها "ما رح نكمل، بس رح نضل نحب".


الصبح، رجعوا كل شي متل ما كان.

هي راحت، وما تركت غير ريحة عطرها على كمّه، وذكريات فوق سطح العالم.


بس سليم؟

ضلّ يتذكر…

إنه في شي اسمه "قُبلة على حافة القمر"

وهي القُبلة، كانت كافية.


إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان

إعلان