من الحلم إلى عنان السماء


لم يكن الحلم سوى أفكار شباب أكثرهم جامعي يمتلكون حنجرة جميلة يتبادلون الأغاني فيما بينهم،  وفي بداية السنة خرجوا كرسالة سلام إلى الشارع في منطقة النزهة، ولم يكونوا إلا ثمانية مغنين فقط دون أي عازف معهم. 
من القلة تخرج القوة، كان هذا قولهم الذي يتردد على ألسنتهم، أول نجاح لهم كان دافع للاستمرار وتشكيل فرقة كورال ناجحة، فبعد ملاقاة الدعم الإيجابي وضع الشباب خطة عمل منتظمة لتطوير هذه الفرقة. 
تم تبني الكورال من قبل مشروع شيبلا الثقافي ليكون واحد من أهم اقسام المشروع، وهذا المشروع عبارة عن مشروع شبابي هدفه الأساسي إعادة إحياء الثقافة السورية السريانية الأصيلة عن طريق مجموعة من المشاريع الثقافية مثل إنشاء أول دار نشر مرخصة منذ عام التسعينات....إنشاء الجمعية الثقافية وفرقة الفنون الشعبية والكورال .
يبدأ الطريق من خطوة، من فرقة مكونة من ثمانية مغنين إلى فرق. ضمت أربعين شخصاً،  خمسة وعشرين منهم مغني،  وخمسة عشر عازف مع مايسترو. 
مع الأمل والعمل يتحقق الحلم،  كان أول حفلٍ لهم في الرابع من أيلول لعامنا هذا، كانت انطلاقة قوية جدا للكورال فنيًا، وإعلاميا؛ خصيصاً أنه كان الحفل ختام لعمل دام ما يقارب السنة من تأسيس وتحضير أغاني 
حيث عملت الفرقة حفل ترويجي   بمقهى القيصرية هذا مما أعطاهم دافع قوي ليظهروا بحفلهم الأساسي
لم يخلُ طريق هذه الفرقة من الوعورة فقد واجهوا الكثير من الصعوبات فالظرف العام يعكس مجموعة صعوبات خصوصا بفترة التأسيس....أبرزها طول الإجراءات الروتينية بين حجز صالة، موافقات و الظرف المجتمعي الذي أوصل لذولتنا التعب من أجل إيصال  فكرة المشروع الأساسية
ولكن كان الفضل الأكبر لتجاوز هذه الصعوبات روح الإرادة في قلب كل عضو من الفرقة،  ولمؤسس هذه الفرقة صاحب الفكر اللامع علي النقري الذي تعب ولاحق كل كبيرة وصغيرة بهذه الفرقة
وأيضا الماسيترو محمد العيد  ماجستير بكلية الموسيقا بدمشق كان له فضل خصوصا كان يأتي من دمشق بشكل إسبوعي  من اجل التدريب. 
ولا ننسى فضل من كان له القسم الأكبر لإنجاح هذا العمل  الدكتورة آلاء دياب دكتوراه باللغة العربية....الرئيس التنفيذي لمشروع شيبلا  حيث دعمت المشروع مادياًّ ومعنوياً
 الدكتورة توجت عمل مايقارب أربع سنوات متواصلة من إجراءءات الترخيص والتأسيس بحفل الإشهار الذي كان  في الرابع من أيلول
لكل عمل يتوج بثمرة مميزة، فالهدف من الكورال إيصال رسالة للعالم كله بصوت الموسيقا والفن،  فالفن السوري لن يموت والحضارة السورية لن تندثر خصيصاً أنه تسعون بالمئة من الأغاني بكل حفل تكون تراثية (شفتك يا جفلة...الآلا الحمصية...يا وليف الزين...لزرعلك بستان ورود) وغيرها.. 

ويعمل مؤسس الفرقة حاليا لتجهز حفل بمسرح قصر الثقافة بحمص،وحفل بدمشق، وحفل بمناسبة تأسيس الكورال.
لكل منا رسالة،  فرسالة هذه الفرقة  تتلخص ب "الواقع صعب والظروف أصعب ولكن لا شيء مستحيل مهما كان صعب  عندما يوجد هدف وطموح يندثر  المستحيل...واجه وتابع وأتعب تحصل على مرادك"

بقلم✍️ مريم محمد القواص





إرسال تعليق

أحدث أقدم