MrJazsohanisharma

استغاثة

 شغف ميديا - shaghaf media

✍️حسن محي الدين

كانت الشمس قد ملأت الأجواء بدفئها، والعصافير تطير باحثة عن رزقها من شجرة إلى أخرى، حين تململت إحدى الشجرات اليافعات وقالت: " لقد مللت هذه الحياة، لم علي البقاء واقفة هكذا والعصافير المزعجة تأكل من رأسي؟!" أيقظت هذه الكلمات جارتها من شرودها وتهيأت للكلام: "إنما كان شرودي في مثل هذا الأمر، أرغب بالانتقال إلى الضفة الأخرى من النهر"، سمعتهما شجرة ثالثة وقد كان لها من العمر أكثر منهما وقالت: "رويدكن أيتها اليافعات فلم تقضين من العمر مثلما قضيت"، ضحكت شجرة زيتون هرمة وقالت: "يا لضجر حديثات العمر، وماذا رأيتن من الحياة بعد؟!"، 

وقالت شجرة يافعة أخرى باستهزاء: "وكم لك من العمر أيتها الشجرة الهرمة حتى تسخري منا هكذا؟!"، ردت شجرة زيتون أخرى حين ترفعت الأولى عن الجواب: "لها من العمر ما هو مجموع أعماركن الثلاث أيتها الوقحات"، علا ضجيج الكلام بين أخذ ورد، وملأت أصوات الأشجار المتشاجرة هدوء المكان، وكانت شجرة سرو عالية تخاطبهم من علٍ دون أن يسمعوها: "احذرن أيتها الأشجار، هناك رجال يجزون الأشجار بمناشيرهم الآلية وهم في طريقهم إلينا".




إرسال تعليق

أحدث أقدم

إعلان

إعلان