شغف ميديا - shaghaf media
✍️مريم القواص
لأوّل مرّة سأتحدث عن مولودي الأوّل شغف أوّل مولود لي من رحم الألم سأتحدث عن إحساس الأمومة لشغفي
طفلتي شغف الّتي كَبُرت معي وساندتني بعد كلِّ خذلان وبعد قَطعِ كلّ نياط من قلبي، ولكنّني لم أعِ أنَّ طفلتي بعد كلّ عثرة تكبر بغفلةٍ عني.
شغف...
سامحيني ابنة مواقفي، أنجبتك من رحم ألمي وكبرتِ مع دموعي.
لم أكن أريد لكِ هذا، أعذريني فلكِ أمّ سيئة، كثيرة الحساسية، تتعلق جداً، تغار لتحترقَ بنات ألببها، لم يكن ذلك بإرادتي لكن بعد كلّ صفعة لي نسيت من أكون، صَمَتُ في الوقت الّذي كان عليّ الصّراخ به وغفوتُ في الوقت الّذي خسرتُ نصف قلبي، ونصف جسدي وخسرتُ معه ضحكتي.
في تلك اللّيلة بعد تسعة أشهر من حملك في رحم ألمي، في ذاك اليوم الّذي لازال متأصل بعقلي وقلبي وأحشائي كان القمر يتسامر مع النّجوم في وسط السّماء، نافذتي يطرقها الهواء ووجهي تلفحه تلك النّسمات والدّموع تحرق وجنتيّ، أحاول الهرب من ذاتي، أخاف مواجهة نفسي.
وضعتُ يديّ مرّة على بطني أتحسسك ومرّة على قلبي ما ذنبك شغف؟!!
لا أعلم!
في ذاك اليوم ألم المخاض لم يفارقني ولكن المخاض هذه المرّة في قلبي، أمر عجيب وحتّى لا يصدق.
ولكن فعلاً كان المخاض في قلبي لهذا السّبب أسميتك شغف
شغف اّلتي ولدت بعد أوّل كسرة لي، ولا زالت تكبر أمام عينيّ.
ولكن شغف كانت بعد تلك اللّيلة الأمل الوحيد بحياتي الّذي أعيش من أجله.
شغف هي ذاتها حبق قبل تلك الصّفعة، حبق الّتي كانت سرّ من أسرار شخصيتي المفعمة بالأمل والقوة لم يكن ذاك اسم وردة فقط وإنّما حبّ داخل حبق .
في أحد الأيّام مرّ الخريف على حبقي وذبلت داخل رحمي، حاولت إسقاطها قبل ولادتها، لكنّها ظلّت متأصلة ومتمسكة بي.
حبق ماتت داخلي لتخلق شغف الّتي ستزرع الأمل على شفاهي.
شغف ثمرة ذاك الحبّ الّذي انتهى بألم، ابنة المواقف الّتي كسرتني، ابنة قلبي وذكرياتي.
أعي تماماً عندما دخلتُ بثوبٍ أزرق لتلك الغرفة المليئة بالأجهزة اللّعينة، عندما تمددتُ بجسدي النّحيل فوق السّرير الأبيض، بشفاهٍ ترتجف خوفاً وبرداً، أبكي لأنّني أخبرتُ الطّبيبة برغبة إجهاضك..
في حين كانت بعض الضّحكات تصدح في ذاك المكان..
بعد ساعاتٍ من الغيبة المؤقتة أحسستُ على واقعي، كنتِ بجانبي"إنّني أتوهم!!!"
بشكل مفاجئ مَدّتكِ يدا الطّبيبة إليّ، خفت أن ألمسكِ فأخدشك بألمي الظّاهر على وجهي، بأصابع ترتجف تحسست وجهك، شبيهةٌ لملامحي ولكن وجهك مليء بالأمل مع حفرة أسفل شفاهك، عيون سوداء يسكنها القمر وخدود كالتّفاح حمراء...
عندما رأيت ملامحك البريئة انتابني إحساس غريبٌ جداً، ضممتُك لصدري حيث قلبي، أطلقتِ أوّل صرخة لك، هذه الصّرخة جعلتني أولدُ من جديد.
انهمرت دموعي فرحاً لعشقي للأطفال وها أنا الآن أم!!
فرحةٌ عوضت كلّ ألمي، أبكي كمثلكِ شغفي
من اليوم طفلتي سأغير لأجلك جلّ صفاتي لتكبري بكنف الحبّ والأمان ويكون لكِ ذراعي العوض الجّميل.
ستكونين ثمرة حبٍّ يتوج بالإخلاص، وعمل يترأسه النّجاح.
شغفي...
لطالما أنتِ معي وداخل جوفي ومسكنكِ قلبي وأراكِ دائماً في أحلامي، سأبقى على أملٍ ومفعمة بالقوة لأجلكِ..
لن أذرف من اليوم دمعة حزن..
عهدا لكِ شغفي.
التسميات :
قصص وروايات