شغف ميديا - shaghaf media
✍️حسن محي الدين
ذهبت إلى المدينة لأمر من الأمور، وقد اضطررت لاستقل حافلة النقل الداخلي وبدأ الناس ضمن الحافلة بالتزايد، والسائق لا يتوقف عن ملئ الحافلة بالناس، وقد حشرنا كثيرا، بعد لحظات بدأت الضجة ضمن الحافلة بالارتفاع، أصوات وأصوات متداخلة، لقد سمعت حديث أمرأتين في آخر الصفوف، وصوت السائق يشكو للراكب بجانبه، كيف ذلك؟ لم أعهد سمعي قويا إلى هذا الحد، ثبت نظري على النافذة أراقب الطريق الذي نسير فيه وإذ ببناء كبير قاتم مر خلف النافذة فظهرت صورتي على انعكاس الزجاج فرأيت أذني قد طالتا وأنفي استطال للأمام وعيناي كبرتا بشكل مخيف وبدأ الشعر ينمو بسرعة يغطي أجزاء وجهي المكشوفة، تملكني الرعب ووضعت يدي بحركة عفوية على وجهي وإذ بهما قد ملأهما الشعر أيضا، فازداد فزعي، صرخت بالسائق كي يتوقف فخرج صوتي كصوت العواء والصهيل ولم اقدر على التمييز، فرد على السائق بشيء لم أفهم منه شيء، كان أشبه بشيء معدني يتحطم، نظرت إليه حينها فوجدته قد استحال حمارا، ولما استفقت من صدمتي بما حل بي، ألقيت نظرة من حولي وإذا كل من في الحافلة برؤوس حيوانات، فالذي كان بجانبي كان له رأس حمار، والذي أمامي رأس معز، والذي خلف السائق له رأس فيل، وكانت أمرأة على يساري قد تخول رأسها إلى رأس زرافة، وجارتها حملت رأس أفعى، تملكني الرعب كثيرا، وهرعت إلى السائق أستحثه ليوقف الحافلة المشؤومة حتى أفر بنفسي، استجاب مذهولا من رجائي وأوقف الحافلة، نزلت مسرعا والفزع قد استحوذ عليي، تنفست الصعداء إذ أصبحت خارج الحافلة، ونظرت إليها وهي تبتعد عني، وقد عادت رؤوس الناس كما هي، واختفت رؤوس الحيوانات، والناس ينظرون إلي مندهشين، تحسست رأسي بيدي وإذا به كما كان سابقا، عادت أذني وأنفي إلى حجمهما واختفى الشعر من وجهي، نظرت إلى زجاج قريب فرأيت نفسي كما عهدت، أكملت طريقي سيرا كإنسان ولعنت الحافلة وراكبها.