في زاويةٍ من زوايا الليل الباردة، وقفت تحت ضوء القمر الخافت، أستمع لصدى الخطوات الراحل. كانت الرياح تهمس بأغنية حزينة، تحمل معها ذكريات قديمة من أيامٍ مضت. ذكريات كانت مليئة بالفرح والحب، لكنها الآن مجرد صور باهتة تتلاشى في غياهب الزمن.
في تلك اللحظات، شعرت بثقل العالم على كتفي، وكأنني أحمل عبء الآلام والأحزان التي لا تُنسى. تأملت في السماء المظلمة، باحثًا عن نجمة تمنحني بصيصًا من الأمل، ولكن السحب الكثيفة كانت تحجب كل نور.
الأيام تمر كأوراق الخريف المتساقطة، تحمل معها ألوان الفراق والحنين. كل لحظة تُذكرني بمن كانوا هنا يوما، بأحاديثهم وضحكاتهم، وبرحيلهم الذي ترك فراغًا لا يُملأ.
يا ليت الزمن يعود بنا إلى تلك الأيام، حيث كانت الابتسامات تضيء الوجوه، والقلوب تخفق بالحب والفرح. لكن الحياة تستمر، وتأخذ منا ما نحب دون رحمة، تاركةً وراءها ذكريات تُهدهد الروح وتؤلم القلب في آنٍ واحد.
إنها لحظات الحزن التي تفتح لنا أبواب التأمل، وتجعلنا ندرك قيمة الحياة وأولئك الذين نحبهم. لعلّ في هذا الحزن ما يدفعنا لنكون أقوى، ولنعرف أن الفرح سيأتي يومًا، وأن الشمس ستشرق من جديد لتبدد الظلام.