اضطراب طيف التوحد
اضطراب طيف التوحد هو اضطراب نمائي يبدأ في الظهور قبل بلوغ الطفل سن الثلاث سنوات. يتميز هذا الاضطراب بوجود قصور في عدة مجالات أساسية تشمل التواصل، التفاعل الاجتماعي، واللغة.
الأطفال المصابون بطيف التوحد يظهرون سلوكيات نمطية وروتينية، ويعانون من عدم القدرة على التعبير عن مشاعرهم. قد يستخدم البعض منهم في مراحل معينة الصراخ والعنف حين لا يستجيب المحيط مع رغباته، والتأخر في الكلام.
من بعض السلوكيات أنه لا يستجيب الطفل المصاب بطيف التوحد لاسمه عندما تناديه أمه، وهنا علينا استخدام تقنيات مختلفة لربط السلوك الفعلي للطفل مع نشاط حركي. ويميل إلى الانطواء والعزلة عن العالم الخارجي.
يخلق الطفل في هذا الاضطراب عالمه الخاص، ويحاول أن يضغط على المحيط سواء بالسلوك العدواني أو بعدة أساليب سلوكية للضغط على الأهل حتى يستجيبوا له. هنا في بعض الحالات قد يفتقد الطفل التعبير بملامح وجهه. غالبًا ما يكونون في عالمهم الخاص ولا يحبون المشاركة مع أحد. يكرهون الضجيج والصراخ بوجههم رغم قيامهم بهذا السلوك. يعانون من قصور في مفهوم الزمن والعناية بالنظافة الشخصية ولا يدركون المخاطر.
اضطراب طيف التوحد هو اضطراب لا يمكن علاجه، ولكن يمكن تأهيل الطفل وتكيفه لتلبية احتياجاته اليومية.
الحرمان البيئي
على النقيض من اضطراب طيف التوحد، تظهر أعراض الحرمان البيئي في السنتين الأوليين من عمر الطفل. الأطفال الذين يعانون من الحرمان البيئي يفهمون ويدركون معنى الكلام، وينتبهون لأسمائهم عندما يُنادى عليهم، على عكس الأطفال المصابين بطيف التوحد. تأخر اللغة لدى هؤلاء الأطفال غالبًا ما يكون نتيجة المشاكل الأسرية وعدم مشاركة الطفل تفاصيل يومه، وهو ما نلاحظه غالبًا في الابن البكر، عندما لا يعطى الأهل الطفل القدر الكافي من الاهتمام وعدم وجود أطفال من أقرانه في البيئة المحيطة، وتركه أمام التلفاز والشاشات لفترات طويلة. تؤثر الشاشات أيضًا على نمو المادة البيضاء في الدماغ وهذا موضوع آخر.
إذاً:
الحرمان البيئي يُكتسب نتيجة الظروف المحيطة بالطفل، وخصوصًا عند الأهل في دول الاغتراب عن بلدهم الأم ووجود أكثر من لغة في محيط الطفل. بينما يُعتبر اضطراب التوحد جينيًا وفي بعض الحالات وراثيًا. وتعددت الأبحاث حول مرض طيف التوحد، وهناك بعض الأبحاث التي تقول إنه قد يوجد علاج قريب لهذا الاضطراب.
البيئة تلعب دورًا كبيرًا في اكتساب الطفل للغة، ولذلك بعد خضوع الأطفال لعدة جلسات علاجية نجد الفرق أن طفل الحرمان البيئي هو طفل طبيعي يمكن علاجه وتحسين حالته بتغيير الظروف المحيطة به، ويصبح قادرًا على الاندماج والعودة إلى حياته الطبيعية والمدرسة كأي طفل طبيعي آخر. في المقابل، اضطراب التوحد لا يمكن علاجه ولكنه يتطلب التأهيل السلوكي والمعرفي حتى يصبح الطفل قادرًا على التعبير عن نفسه وقضاء حاجاته اليومية.
✍️ د. صبا حمود