يستحقُّ المرءُ أن يُخذل
خطيئةُ الآدميِّ دوماً أنَّه وباختلافِ آفاق عقلهِ وقلبهِ،
يبحرُ إلى البعيد،
البعيد الّذي لاعودةَ منه..
كم ظننتُ أنَّي قبطانٌ جيِّد وجاهدتُ مُحبةً أن أعبُرَ كلّ البحار وتسامرتُ مع أمواجها وحدّثتها؛
حدّثتها كم أحبُّ أحبتي
حدثتها وسفينتي تترنّمُ ها قد اقتربنا يا لؤلؤةَ موطني،
مالَ شراعي وأحرفي لم تمِل حتّى شعرتُ بالماء وصلَ داخلي،
كم كان مؤلماً أن أطفو في داخلي، وأرى أنا ما أنا وكم كنتُ بريئةً،
تعانقني الأمواجُ إلينا يا لؤلؤة أصرخها لا أنا لهنا لا أنتمي..
أتمايلُ داخل نفسي،
وكأني امتلأت هواءً وأصبحت أحلّق في سماءٍ حدودها رقة جلدي،
عينايَ تؤلمانني..
بكيتُ أنا في قاع البحار،
ورأيت الدّموع تُسحب من أعيني وتتلألأُ في ظُلمة ماكنت به،
لم أخف! قد كان المرجانُ لطيفاً..
سارَ في جسدي دون أن أمشي وجثا فوق صخرةٍ،
سكنَت أضلُعي واتزن ما بي بهدوءٍ مخيف،
كنتُ أموتُ يا لؤلوة؛
كنتُ أموت ولم ينقذني أحد.
عاد الشّراعُ يسيرُ إلى الأمان؛ وخُذلت أنا في القاع آنس بالمرجان.
بقلم✍️ زينب الإبراهيم
التسميات :
خواطر وقصائد