في هذا اليوم المفاجئ وجدت نفسي وحيداً بلا أحد من أصدقائي القدامى كانت صداقتنا تجمعنا في كل حين وكنا نقضي الكثير من الوقت معاً نحن كنا كالعائلة حتى وإن كنا في صمت تام كان الوجود المشترك كافياً لأن يسعدنا ومع مرور الوقت بدأ أحدهم تلو الآخر يبلغ سن الرشد ويلتقط مفاتيح الحب والزواج وكما يقولون: "الزمن يتغير والحياة تستمر" بدأت تتفكك الصداقات بشكل تدريجي كما لو أننا أصبحنا مشغولين بالفطرة البشرية للتكاثر وتأسيس عائلاتنا الخاصة لم نعد نرى بعضنا البعض بنفس التردد والقرب السابق للأسف لم يكن لدي أحد منهم يسأل عن حالي أو يتذكر ذكرياتنا الجميلة معاً بدأت أشعر بالوحدة والفراغ الذي تركه رحيلهم لكنني عرفت في هذه اللحظة أهمية التغير والنمو الشخصي فقد أدركت أن الصداقات قد تتلاشى وأن الحياة تستمر بغض النظر عن هذا بدأت أفتح قلبي لاستقبال صداقات جديدة وفرص لإنشاء ذكريات جديدة تعلمت أن الحياة لا تتوقف بعد رحيل الأشخاص الذين كنا نعتبرهم أصدقاء حقيقيين بدأت أقدر الوقت الذي أمضيته معهم وأسعد بالأشياء الجميلة التي شاركناها معاً أصبحت أُدرك أن الصداقات تأتي وتذهب ولكن الذكريات تظل محفورة في قلوبنا من خلال هذه التجربة أصبحت أكثر قوة وتفاؤل تذكرت أننا لا يمكن أن نعيش في الماضي بل يجب علينا التركيز على الحاضر والبحث عن فرص جديدة لخلق صداقات وذكريات جديدة على الرغم من ذلك إلا أنني سأظل ممتناً لتلك الأيام السعيدة التي قضيتها مع أصدقائي القدامى وستظل ذكريات تحفر في قلبي وأعلم أن الحياة لا تزال تحمل لي المزيد من التحديات والفرص للقاء أصدقاء جدد وخوض تجارب مثيرة في النهاية نعلم أن صداقاتنا تأتي وتذهب ولكن الأهم هو أن نستمتع بالرحلة ونقدر الأوقات السعيدة والذكريات المشتركة ولذا فإنني متحمس لما سيحمله المستقبل لي وما ستجلبه الصداقات الجديدة التي قد تكون في انتظاري.
هذه كانت قصتي وهذه هي الدروس التي تعلمتها في مسيرة صداقتي.