شغف ميديا - shaghaf media
✍️علي كبرة
رصد في العصر الحديث ظواهر اجتماعية عصفت بنيان المجتمع وهزت دعائمه وابرز هذه الظواهر ظاهرة الفقر: الذي يعد مرضاً ينهج الروح ووحشاً يسكن منازل المساكين ليجعلهم بؤساء متضهدين، يخوضون الحياة كسفينة ربانها الموت وقد كسرت الأمواج دفتها ومزقت الرياح شرائعها فأمست في هبوط وصعود بين غضب اللجة وهول العاصفة تخترق اجسادهم الريح الباردة وترتعش قلوبهم بالظلمة الحالكة، ظلمة داء الفقر الذي يصعب ايجاد دواءه بسهولة وهو ال "مال" ولكن الحصول عليه صعب المنال وخاصة للفقراء المعدمين ذوي الطبقة الكادحة الذين يعملون ليلاً نهار دون راحةٍ وهناء ولا يحصلون سوى على قوتي يومهم واذا دب بهم المرض قتلهم بسرعة لعدم امتلاكهم شيئاً لمجابهاته فالموت هنا يكون منقذهم من عذاب سيدوم طويلاً دون مُسكِن فيما ينقض هذا الداء فقط على الطيبين ذوي القلوب الرقيقة والضمير الحي يهاجم عزيزي النفس مخلصي العمل وملوك العزة والشرف.
قابلنا منهم الكثير وكانت قصصاً قاسية فاطرة للقلوب نستذكر منها عائلة هجرت قصراً من قريتها كان منزلها كل ما تملك من دفء وأمان وأمال في هذه الحياة وبعد خروجهم لم يبقى لهم شيء أصبحوا يتنقلون بين منازل الاجار حيث يعمل الاب ليلاً نهار لتأمين ابسط مقومات الحياة لأطفاله فقد بدأ من البداية يجابه الحياة بالرغم من كبر سنه الذي يناهز الخمسون عاماً يحمل الاشياء الثقيلة على ظهره بالإضافة لضعف حالته الصحية في القدم ورغم ذلك يخوض في قسوة الظروف مناجياً بالفرج القريب.